هل عاد مجددآ

 

في اليوم التالي، استيقظت لورين من نومها لتجد نفسها داخل خيمة نظرت حولها و بعد ان بدئت تصحى قليلآ خرجت من خيمة و وجدت الرجل المسن يحضر حساء. تقدمت لورين، ولا تزال أحداث اليوم السابق عالقة في رأسها. شكل الذئب الضخم وعيونه الحمراء الثاقبة كان مشهدًا مرعبًا، خاصة لطفلة في مثل عمرها. بعد ان اقتربت لورين الى رجل مسن بدأت تتحدث و قالت: “عمي، ما كان ذلك الوحش؟ و هل هوة خطير؟”

 

 

تنهد الرجل المسن، وكان غارقًا في التفكير حيال ذلك. لم يرَ في حياته شيئًا مثل هذا من قبل. نظر إلى وجه الطفلة المرتبك وقال: “لا أعرف يا لورين، حقًا هذه أول مرة أرى فيها وحشًا مثل هذا. أتمنى أن نعود إلى المنزل سالمين ولا نلتقي بهذا المخلوق مرة أخرى.” أومأت لورين برأسها، وكانت تفكر في ماهية هذا الوحش ومن أين أتى.

 

 

 

بعد ذلك، انتهوا من تناول الحساء وجهزوا أنفسهم لرحلة العودة إلى المنزل. مر يوم، ثم يومان، ثم ثلاثة، حتى تحولت ايام الى اسابيع ولم يجدوا أي شيء يدلهم على طريقهم. بدأت لورين بالبكاء لأنها اشتاقت إلى أمها وأبيها وعائلتها. نظر الرجل المسن إليها واحتضنها وبدأ يطمئنها قائلاً: “اششش، اهدئي يا صغيرتي، اهدئي. سوف نجد الطريق، أعدك بذلك.” نظرت لورين إلى الرجل المسن لكنها لم تقل شيئًا، لأنها بدأت تفقد الأمل شيئًا فشيئًا، ولم تكن متأكدة إذا كانت ستعود إلى عائلتها أم لا.

 

 

مر شهر بالفعل، وفقدت لورين كل أملها في العودة إلى المنزل. لكن شيئًا جميلًا حدث: استطاعت أن تتعرف على الرجل المسن أكثر. اسمه جاك، وهو صياد معتزل منذ مدة. كان جاك يعامل لورين كأنها ابنته، يهتم بها ويرعاها.

 

 

 

بينما كان الاثنان يتمشيان في الغابة، أخرج جاك قلادة من جيبه وفتحها لتظهر صورته مع عائلته. كان جاك في منتصف العمر، وبجانبه زوجته وابنته الصغيرة. بالنظر إلى الصورة، كان جاك أصغر سنًا، في الثلاثينيات من عمره. ابتسم جاك بشوق وحزن وأغلق القلادة وأعادها إلى جيبه.

 

 

 

نظرت لورين إلى جاك بفضول عندما أخرج قلادته وسألته: “عمي جاك، ما في داخل الصورة؟ أريد أن أعرف.” ابتسم جاك وقال: “حسنًا، إنها صورة عائلية لزوجتي وابنتي. هل تعلمين أن ابنتي تشبهك كثيرًا؟ كانت لطيفة وتحب اللعب، لكن حصل لابنتي شيء لم انساه طيلة حياتي.”

 

 

 

أثارت كلمات جاك فضول لورين وسألته: “ما الذي حصل لابنتك؟” ظهرت على وجه جاك علامات حزن من سؤال لورين. قال: “حسنًا، لقد حصل لها شيء فضيع، أتمنى أن أنساه لكنني لا أستطيع.” ازداد فضول لورين حيال ما حدث لابنة جاك وقالت: “ما هو الشيء الذي حصل لها؟”

 

 

تنهد جاك بحرقة وقال: “لقد…” قبل أن يكمل جملته، سمعا صوت دب يتجول في المكان. أخذ جاك حذره وأخرج بندقيته استعدادًا لصد أي هجوم. وعندما كانا مستعدين للهجوم، ظهر دب أشهب من بين الأشجار. من مظهره، كان واضحًا أنه لم يمر وقت طويل منذ أن خرج من سباته. رفع جاك بندقيته وصوبها نحو الدب.

 

 

 

كان جاك على أهبة الاستعداد إذا حصل أي هجوم من قبل الدب، وكان إصبعه على الزناد مستعدًا للطلق وقتل الدب. وعلى الصعيد الآخر، كان الدب ساكنًا في مكانه يراقب جاك ومستعد للانقضاض عند أي غفلة منه.

 

 

وبعد مدة من التوتر والاستعداد، اهتزت الأرض قليلاً، ثم سمع صوت هدير ضخم قادم من ورائهم. بعدها مباشرة، هرب الدب مرعوبًا من الصوت. كان جاك ولورين في قمة الخوف والتوتر. كانت لورين ترتجف ودمعة على طرف عينها مستعدة للسقوط في أي لحظة. قالت برعب: “ما… ما هذا؟ هل… هل هو ذلك الذئب مجددًا؟ أنا خائفة جدًا!”

 

 

نظر جاك إلى شكل لورين المرعوب وازداد توتره. كان يخشى أن يعود ذلك الذئب وينقض عليهم. بعدها، سمعوا صوت خطوات ضخمة تقترب نحوهم. وعندما التفتوا إلى مصدر الخطوات، اتسعت اعيون جاك من خوف و صدمة.

MANGA DISCUSSION