الفصل الأول، الجزء الثاني

عندما تأخذ حياة شخص ما، فإنك تزرع الحزن، والدم يُدفع بالدم. لا يمكن للحرب الجديدة أن تجلب سوى ذلك.

هز الحاج رأسه.

— عذرًا، لكننا نحن أيضًا في يأس. لا يمكن قبول الرفض.

أنفق اللورد الكثير من المال في التحضير للحرب. لتعويض الخسائر، بدأ في القبض على الحجاج الذين كانوا يجدون أنفسهم في أراضيه. كل ذلك من أجل تحويل هذه الجبال من الجثث إلى سيوف باستخدام معجزات فالتريوس! وعندما يقع أحدهم في يده، يصبح ذلك ممكنًا.

— أفعالك ستؤدي إلى عقاب. ألا تخاف من غضب الله؟

— بالنسبة لنا، فإن الانتصار على العدو أهم من أي شيء آخر.

ضم الحاج شفتيه. المملكة التي سلكت طريق الدمار لا تحترم الله.

نظر أحد الفرسان إلى الحاج الذي لزم الصمت وأكمل خطابه:

— سنعاملك كضيف عزيز. بالطبع، نظرًا لقرب الحرب، لا يمكننا أن نقدم الكثير، لكننا سنبذل كل ما في وسعنا. ألا تشعر بالتعب من رحلاتك؟ ألا يكون من الأفضل التوقف قليلاً ثم الاستمرار لاحقًا؟

— القوة الإلهية للحاج تبدو لا نهائية؟ من الأفضل التوقف عن استخدامها تمامًا.

قبل أن يتخذ الحاج خطوة، سمع صوت رنين. انحدر خوذة حديدية من جبل الجثث.

— من هناك؟

— لص؟

نظرة الفارس الحادة وقعت على طفل مختبئ بين الجثث.

— هي، أنت!

كان ذلك أحد الأطفال الذين أهانوا الحاج. الخوف من حماس الفارس جعله غير قادر على الحركة.

— كل ما يُعثر عليه ينتمي للوتن. عقوبة السرقة هي الموت.

أخرج الفارس قوسه وسحب الوتر، ثم أطلق السهم. مر السهم بالهواء واخترق قلب الطفل. مات الطفل دون أن يُصدر أي صوت، فقط نظر إلى الحاج. موت بلا جدوى. لم يرتعش شيء في عينيه. يموت الأطفال والكبار، بعضهم مبكرًا، وبعضهم متأخرًا. عندما همَّ الحاج بتحويل نظره، تغيرت تعابير وجهه. أضاء جسد السارق بضوء فضي لا يراه إلا هو.

— حاج… خاطبه الفارس الذي أطلق السهم مرة أخرى.

لكن الحاج اختفى. عندما نظر الفارس حوله، رأى أنه كان يقف بجانب جسد الطفل البارد. عندما حاول الفرسان الآخرون التحرك، رفع الرجل الذي يبدو أنه قائدهم يده وأوقفهم.

— هذه معجزة إلهية.

أشعة الضوء الفضي تمتد من جثة الطفل إلى أطراف أصابع الحاج. سرعان ما تشكلت في شكل سيف ذو حدين. لكن السيف كان مختلفًا عن السيوف العادية. كان حافة الشفرة تلمع باللون الأزرق اللامع. أدرك الفرسان أن هذه هي نعمة فالتريوس التي انتظروها بسخرية. هديته الوحيدة: سيف الموتى!

أصبحت نظرات الفرسان الذين رأوا ضوء المعجزات جشعة.

— لو كانت هذه معجزة…

النصر في الحرب مضمون إذا تم تسليح كل جندي بسيف الموتى، الذي هو أقوى من أي فولاذ. تألق الجشع في عيونهم.

— حاج.

لم يكن هناك إجابة على ندائهم. الحاج كان لا يزال ينظر إلى السيف الذي كان ينبعث منه ضوء ناعم، وعندما تلاشى الضوء، تحدث:

— من الواضح أن هناك ضغينة دفينة؟

تجعد جبين قائد الفرسان. ضغينة؟ عن أي ضغينة يتحدث؟ ورغم أنه أراد طرح هذه الأسئلة، لم يستطع، لأن الحاج اختفى فجأة، تاركًا خلفه فقط همسة الرياح.

— هي!

نظر قائد الفرسان حوله في صدمة.

— إيه…

ورأى جسده الخاص جالسًا على الحصان، يسقط على الأرض قريبًا.

— آه!

— القائد!

طارت رأس قائد الفرسان من كتفيه. امتزجت صرخات الفرسان المصدومة بصهيل الخيول.

— الانتقام للقائد!

— أمسكوا بالحاج!

رفع سيف الموتى مرة أخرى. مر النصل عبر السيف، ثم من خلال درع أحد الفرسان.

فكر الحاج بسخرية: “هناك فرق كبير بين أسلحتنا.”

بعد فترة، كان كل ما يُسمع في الحقل المقفر والهادئ هو صوت الدم المتقطر من سيف الحاج. بدأ النصل يضيء مرة أخرى بالضوء الفضي، ثم تفتت واختفى مثل الرماد الذي تذروه الرياح. واصل الحاج طريقه كما لو لم يحدث شيء. على ظهر يده كانت العلامة التي تشير إلى أنه كاهن فالتريوس.

ترجمة مازن

MANGA DISCUSSION