حدّثنا صاحبنا روكان فقال:
كنتُ في سالف الزمانِ سلطانَ البطشِ وسيدَ العوالم الافتراضيّة، يُدعى اسمي بين الناس “روكان”، وأمشي في «لورد» مشيةَ المَلِكِ الذي لا يُبارى في السطوة ولا يجارَى في الشكيمة.
فلمّا طمع أهلُ الحسد، ووشى بي الأعداءُ، صدر أمرُ اغتيالٍ على حين غِرّة، فسُلبتُ المُلْكَ، وخسرتُ كلّ ما بُنيتُ.
لكنّ الأعاجيب لا تنفك عن أهل الدهاء؛ فإذا بي أستفيقُ فأنظرُ في مرآة المصير، فإذا عقرب الزمن ردّني ثلاثَ سنين إلى الوراء!
هنا قُلْتُ لنفسي وقد عرفتُ الأعداء: «يا أولاد الحنق، موعدكم قريب! سألتهمكم التهامًا، وأجعلُ تلالَكم ركامًا!»
فهكذا ابتدأتْ قصةُ صاحبكم، وهو يشمّر عن ساعد الجد، يرتقي درج المجد من جديدٍ، لا يُبالي بعقبةٍ ولا يُلقي لما أُحبط بالأمسِ بالا، ثابت القلب، حاضر العزم، حتى يعود عرشُه إليه أو يحلّ الردى دون ذلك.
فهذه مقامتي لمن اعتبر، وعبرةُ من أضناه الغدر وعضّه ندم التسرّع على طوق الأمل من جديد!