الفصل الرابع عشر: ذبح الأبطال المزعومين

 

من منظور آريس

 

ما إن صعدت إلى قمة ذلك الجرف، حتى تنفست الصعداء، واستلقيت على الأرض وقد غطّى جسدي كله بالغبار.
لقد قضيت أكثر من ساعتين في التسلق، ولم يتبقَّ الكثير من الوقت قبل نهاية امتحان القبول، فبعد استراحة قصيرة قررت التحرك.

 

حشوت جسدي بالكهرباء لزيادة سرعتي ودمجتها مع تقنيات حركتي. أعتقد أن سرعتي لا تضاهى بين الطلاب من عمري.


تحركت في أنحاء الغابة بسرعة فائقة، وقطعت معظمها، وفي تلك اللحظة قطعت رؤوس كل مرشّح صادفته، دون حتى إلقاء نظرة ثانية على أجسادهم المقطوعة.

 فقدت عدًّا للمرشحين الذين أجهزت عليهم برأسيهم.

 

بعد دقائق من الغضب والتدمير، توقفت أخيرًا، إذ كانت قوّة روحي شبه مستنزفة، وقررت الاستراحة لجمع المانا في قوتي المفقودة.


الغابة كانت تتقلص بسرعة ملحوظة، فبحثت عن مكان يمكنني من مراقبة جميع المرشحين الباقين، ولم تفاجئني رؤية شجرة ضخمة في وسط الغابة، فقررت الاستراحة هناك حتى أستعيد قواي.

 

من منظور الشخص الثالث

 

مرّ الوقت، وكان المرشحون يُستبعدون بوتيرة مقلقة، فيما المعارك تشتعل في كل أرجاء الغابة. الغابة الضخمة صارت بحجم الكولوسيوم، حيث يقاتل الكثيرون بلا هوادة، وأصداء القتال تتردد في كل مكان.

 

بعد دقائق قليلة، تم استبعاد معظم المرشحين، وبقي أفضل الأفضل فقط.


“من الآن فصاعدًا، ستزداد شراسة القتال، فكل الباقين أقوياء بطرقهم الخاصة”، قال أحد المعلّقين.

 

وبالفعل، تحولت المعارك إلى مواجهات ثنائية بين المرشحين الباقين.
توجهت الكاميرا إلى اثنين معروفين يواجهان بعضهما: الأميرة الجنية ديانا إليورا والأمير الثاني لمملكة ألوكْتونا، كلود فالديمار.

 

ديانا إليورا ضد كلود فالديمار

 

كانت مواجهة بين مهاجِمة بعيدة المدى ومهاجم قريب، والجميع كان يعرف من الأكثر ميزة في هذا القتال.
بدأت ديانا بالتحرك أولاً، أطلقت سهامها بسرعة لمنع كلود من الاقتراب، لكن قبل أن تصيبه الأسهم، اختفى كلود من مكانه وظهر خلف ديانا، محاولًا قطع رقبتها وإنهاء المعركة فورًا.

 

إدراكًا لوجود خصمه خلفها، تفاعلت بسرعة وتجنبت هجومه، لكنها لم تكن سريعة بما يكفي، فترك خنجر كلود أثرًا عميقًا على عنقها الجميل.


قال كلود ساخرًا: “أوه، أنت سريعة جدًا بالنسبة للأقزام.”
ردّت ديانا بغضب: “يا أحمق، خفة حركة الأقزام أعلى من البشر”، وهي تدلك الجرح على عنقها.

 

استمرت بإطلاق سهامها مع استغلال عنصر الرياح، وتجنّب كلود الهجمات ببراعة باستخدام تقنيات الحركة، حتى أن الأسهم أصابت الظلال خلفه فقط.

 ما أن اقتربت ديانا من نطاق هجومه، حتى هاجمها كلود بخنجره بلا توقف.
تراجعت ديانا بسرعة وهي تصد هجماته باستخدام القوس، لكن كلود اختفى ثم ظهر خلفها ليهاجم مجددًا.

 

استدارت ديانا للأمام، متوقعة هجومه، وأطلقت سهامها بسرعة مذهلة، فارتدّ كلود وحاول تفاديها باستخدام خنجره، لكنه أصيب بسهم في فخذه الأيسر.


تذمر كلود من الصدمة، فقد كان جسده يتلقى صدمات قوية رغم أن الألم في المجال السحري يكون محدودًا.
صرخ غاضبًا: “سأقتلك!”، تاركًا كرامته كأمير، وانطلق نحو ديانا بهجوم شرس، محاطًا بهالة صفراء على خنجره.

 

تراجعت ديانا وهي تحاول صد الهجمات، لكنها لم تستطع صد جميع الضربات، وظهرت خدوش في أنحاء جسدها. تحملت ديانا الصدمات بوجه متألم، واستمرت في صد هجماته.

 

استمرت المعركة عدة دقائق، وتبادلا الكثير من الضربات، لكن معظم الوقت كانت ديانا في موقف الدفاع وتبدو في وضعية ضعيفة.


وبينما اقترب القتال من نهايته بسبب التعب، انكسر قوس ديانا فجأة إلى نصفين.

 

رأى كلود ذلك وابتسم، ثم اختفى وظهر خلف ديانا ليقطع رقبتها.


قبِلَت ديانا مصيرها بوجه مهزوم… لكن عيناها اتسعت بدهشة قبل أن تُستبعد.


لم تمت ديانا بخنجر كلود، بل بواسطة سيف آريس فون روثستيلور الذي فصل رأسها عن جسدها، مما أودى بحياة كلود أيضًا في نفس اللحظة.

 

الجمهور والأساتذة وحتى الحاضرين في غرفة الشخصيات الهامّة صُدموا تمامًا.


لكن سرعان ما عمّت الهتافات والفرح في الملعب، صرخات من الإناث وهتافات وغضب من الذكور، بعد رؤية رأس ديانا يتطاير.

 

توقّف آريس عن حركته عندما لاحظ أن طريقه محجوب بحقل جليدي.


ركز على مركز الحقل، ورأى ليفيا فروستين، الأميرة الجليدية، جالسة على عرشها الثلجي، رأسها مستند على يدها اليمنى.

 

ابتسمت ليفيا عندما سمعت اسمه.

 

 رأى الجمهور، وحتى من في غرفة الشخصيات الهامّة، التوقعات تلمع في أعينهم، حيث بدأت المواجهة بين آريس فون روثستيلور وليفيا فروستين.

أخوكم منصف ❤️

التعليقات