الفصل 12: امتحان القبول (1)

مر يوم حفل الاستقبال دون أي مشاكل كبيرة، والآن حان يوم الامتحان أخيرًا…

كان أريس وبقية المتقدمين في غرفة بيضاء ضخمة، يمكن رؤية بلورات شفافة في كل زاوية منها، حيث كان العديد من الطلاب يتحدثون مع بعضهم البعض ويخططون لتشكيل فرق لزيادة فرصهم في الدخول إلى الصف الخاص.

كان أريس واقفًا بمفرده في زاوية الغرفة يراقب الآخرين.

سرعان ما دخل أستاذ يرتدي معطفًا أبيض، شعره أسود فوضوي وعيناه سوداء مع هالات داكنة تحتهما، وبدأ يشرح للطلاب عن الغرفة.

“بمجرد حضور الجميع، ستُفعل البلورات وتقوم بنقلكم جميعًا إلى الفضاء السحري، وعند القضاء عليكم ستعودون إلى هذه الغرفة البيضاء”، شرح الأستاذ بنبرة غير مهتمة.

“لا يمكن للمتقدمين حمل أي شيء معهم داخل الفضاء السحري، بما في ذلك أسلحتهم. يمكنكم استخدام الأسلحة التي ستُقدم لكم قبل الدخول فقط”، وأضاف الأستاذ وهو يضغط على زر أحمر كان يحمله، فظهر باب صغير في زاوية الغرفة، وأشار للطلاب لدخوله.

عند دخولهم، رأوا مساحة كبيرة بها جميع أنواع الأسلحة والعصي السحرية معلقة على الجدران أو موضوعة على الطاولات.
وسرعان ما سمعوا صوت الأستاذ وهو يعلن للطلاب أن لديهم ثلاث دقائق لاختيار أسلحتهم.

اختار كل طالب سلاحه، واختار السحرة العصي أو العصي السحرية المناسبة لهم.
بعد انتهاء اختيار الأسلحة وعودة الجميع إلى الغرفة البيضاء، ضغط الأستاذ على الزر الأحمر نفسه واختفى الباب.

ثم أشار الأستاذ للطلاب بالاستعداد للامتحان وفعل البلورات.
أضيئت جميع البلورات في الغرفة البيضاء، وسرعان ما نُقل الجميع إلى الفضاء السحري.

 تمتم الأستاذ لنفسه…”نسيت أن أخبرهم، أنهم سينتقلون إلى مواقع عشوائية، لكن لم يكن ذلك مهمًا على أي حال”،

بعد النقل، لاحظ المتقدمون أنهم في منظر غابة تحتوي على أشجار ضخمة، شلالات، بحيرات، ومنحدرات…

حال دخولهم الفضاء السحري، بدأ العديد من الطلاب بالتحرك، بعضهم أراد قتل الآخرين لزيادة نقاطه بسرعة، وبعضهم أراد الوصول إلى زملائه للحصول على ميزة عددية.

خارج الفضاء السحري، كان الاستاد الدائري الكبير ممتلئًا بالطلاب والأساتذة، وغرفة VIP خاصة تضم العميد، نائب العميد، الرئيس، وضيوف آخرين.

في مركز الاستاد، كانت هناك شاشة هولوغرافية ضخمة تركز على تحركات كل طالب من زوايا مختلفة.

 كما كان هناك معلقون ومقدمو أخبار لإبقاء الجميع على اطلاع بنقاط الطلاب، بالإضافة إلى لوحة عرض ضخمة تُظهر أفضل 40 طالبًا.

كانت الشاشة الآن مركزة على طالب يقاتل ثلاثة طلاب آخرين في آن واحد ولم يبدو أنه في أي وضع ضعيف.


كان هذا الطالب… لوكاس يوجين، الشاب ذو الشعر البني والعينين البنيتين، يحمل رمحًا أطول من طوله، لكنه لم يبدو متأثرًا، حيث كان يتفوق على الثلاثة الطلاب المتعاونين ضده بسهولة.

“حركاته وتقنياته ومهاراته أفضل بكثير من طلاب عمره”، قال أحد المعلقين.

بعد دقائق قليلة، قضى على الثلاثة طلاب دون أن يتعرض لأضرار كبيرة، وسُجلت نقاطه على لوحة النتائج:
“لوكاس يوجين 3 نقاط”

بدأ الجمهور يهتف باسمه، وفي غرفة VIP، سأل نائب العميد الرئيس عن رأيه:
“ما رأيك فيه يا رئيس، حركاته وتقنياته أفضل بكثير من عمره، أليس كذلك؟”

أجاب الرئيس:
“لوكاس يوجين، ذلك الفتى موهوب أكثر من طلاب عمره، إذا صقلنا موهبته بشكل صحيح، سيكون له مستقبل كبير.”

بعد سماع تقييم الرئيس، أومأ الجميع برؤوسهم بالموافقة… لكن العميد، الذي كان وجهه مغطى بضباب أبيض، جلس دون إظهار أي مشاعر وركز على الشاشة وكأنه غير مهتم بمحادثتهم.

سرعان ما سُمعت الهتافات مرة أخرى، فركز الجميع في غرفة VIP على الشاشة.


رأوا فتاة جميلة تصوب قوسها، لكن لم يُرَ الهدف الذي تصوب إليه.
كانت الفتاة ذات شعر ذهبي، وجه جميل، عيون زرقاء صافية، وآذان مدببة، تصوب سهمها بعين واحدة مغلقة.

كانت جميلة جدًا في هذه الوضعية، كأنها مشهد من لوحة فنية.
كانت هذه “ديانا إليورا”، الأميرة الوحيدة لمملكة الإلف.

بعد ثوانٍ من التصويب، أطلقت ثلاث سهام متتالية دون تأخير،
وبعد أن سافرت أكثر من 300 متر، أصابت أهدافها: ثلاثة طلاب تم اختراق جبهتهم ورقبتهم وقلوبهم، وتحولت أجسادهم إلى جسيمات وتم القضاء عليهم.

تحديثت لوحة النتائج:
“ديانا إليورا 3 نقاط”

هتف الجمهور بحرارة، وأصيب معظم الفتيان بسحر جمالها وصرخوا باسمها بحماس.

كما تفاجأ الأساتذة والضيوف بقدرتها على التصويب والدقة والقوة.


أوضح أحد الضيوف:
“ديانا إليورا، الابنة الوحيدة للإمبراطورة إليورا، لديها خمسة إخوة جميعهم موهوبون لكن ليس بمستوى ديانا، ووفقًا للإمبراطورة، ستصبح ديانا إلف عالية في المستقبل، لذلك توليها الأسرة اهتمامًا كبيرًا.”

كان الجميع مذهولين من هذا الكشف، فالإلف العالي هو أقوى وأهم الكائنات بالنسبة للإلف، رغم أن الإمبراطورة تمتلك قوة مساوية للكائنات المتقدمة الأخرى لكنها ليست إلف عالية، ولم يكن هناك إلف عالي في المملكة منذ أكثر من ألف عام.

بعد لحظات من التفكير، عادوا لتركيزهم على الشاشة، ورأوا معارك أخرى بين الطلاب، لكن معركة أخرى لفتت انتباههم:
رأوا امرأة وحشية فريدة تقاتل بسيف، فالبشر الوحشيون عادة لا يستخدمون الأسلحة، بل مخالبهم وأنيابهم، ويعتبرون استخدام السلاح عملًا مخزياً.


رؤية امرأة وحشية تستخدم السيف لقطع رؤوس الطلاب كان صدمة للجميع.

قدمت نفس الضيفة التي أعطت معلومات عن ديانا إليورا، تعريفها:
“زيونا مادلوك، الابنة المطرودة للملك مادلوك من مملكة الوحوش، لم تولد موهوبة، بل كانت الأضعف بين أبناء الملك، لكنها اختارت طريق السيف بعد لقاء مغامر.

 تقنيات السيف وغرائزها الوحشية تجعلها واحدة من أقوى مبارزات السيف في عمرها.”

عند انتهاء التعريف، اندهش الجميع من معرفتها بالطلاب.

ثم أعلن المعلق نقاطها وتحديثت لوحة النتائج:
“زيونا مادلوك 2 نقاط”

زيونا مادلوك، الجمال البري ذو الشعر البنفسجي، آذان طويلة بنفسجية، وعيون كالجمر، قد قطعت رأس طالبين بسيفها.

استمرت الهتافات في الاستاد، واستمر الامتحان، وكان قد وصل منتصفه، لكن لم يكن هناك أي أخبار عن أريس.

وجهة نظر أريس ~

“آه، اللعنة، هذا يقتلني!” صرخ أريس.
‘كنت أظن أن قتل هؤلاء المتدعين للأبطال سيكون سهلاً، لكن من كان يظن أن حظي سيكون سيئًا هكذا…’ فكر أريس أثناء تسلقه منحدرًا صخريًا.

‘نعم، “منحدر”، تم نقلي إلى أسفل منحدر لا ترى فيه أي كائنات حية، كل ما أستطيع رؤيته هو شلال وبحيرة.’
‘راجعت كل محيطي ولم أجد طريقة للصعود، فلا خيار أمامي سوى التسلق، والآن أتسلق المنحدر بأيدي عارية، أي خطأ قد يكون نهايتي…’

استمر أريس في التفكير أثناء صعوده:
‘لو كانت هيلينا، كان بإمكانها القفز أو الطيران بالتحكم بالكهرباء، لكن كفاءتي في استخدام الكهرباء ليست كافية بعد للقفز عالياً أو الطيران.’

بدأ يرى قمة المنحدر قريبة منه.
“قليلًا فقط”، تمتم لنفسه.


شكراً على تشجيعكم، وأتمنى تعليقات إيجابية منكم ❤️

 

أخوكم، منصف

 

التعليقات