الفصل الأول: لِمَ الموت صعب إلى هذا الحد؟
كانت روح جيانغ تشنغ تحوم بجانب جثته، تحدّق بخواء في أداء النظام.
“دينغ! تم اكتشاف أن المضيف قد مات، نظام اللامهزوم يُفعَّل رسميًا.”
دينغ على جدّك! لمَ لمْ «تدينغ» قبل بضعة أيام؟
“المضيف يحصل على مئة مليون حياة، وكلما قُتل لاحقًا سيُبعث من جديد بصحةٍ كاملة خلال ثلاثين ثانية.”
“في خضمّ الحياة والموت تكمن الفرصة العظمى، فبعد البعث سيهزم المضيفُ خصمه حتمًا…”
على الرغم من أن المهارات كانت خارقة، ظلّ الأخ تشنغ هادئًا، إذ كان يعلم أنه بعد الانتقال إلى عالمٍ آخر لا بدّ أن يحصل على نظام غشٍّ ما.
لكن المشكلة أن هذا النظام كان نصّابًا إلى أبعد الحدود.
فمكان ظهوره الأول كان داخل كهفٍ عميقٍ بمئات الأمتار، جدرانه ملساء تمامًا، يستحيل تسلّقها.
انتظر سبعة أو ثمانية أيام، ولم يمرّ أحد، فمات عطشًا في النهاية، ليصبح أضحوكة المنتقلين بين العوالم.
عندها فقط ظهر هذا النظام الملعون!
“دينغ، تم اكتشاف أن المضيف مات عطشًا، النظام يُعدّ طريقةَ هزيمةٍ مناسبة.”
“المضيف حصل على جسد الخراب السماوي الخالد، من الآن فصاعدًا، لن يحتاج إلى الأكل.”
“ملاحظة: جسد الخراب السماوي الخالد هو الجسد رقم واحد في العوالم الثلاثة، يمتصّ تلقائيًا الطاقة الروحية المحيطة، وسرعةُ زراعته لا نظير لها في العالم. أسراره الإلهية عميقة كالسماوات، عمره مساوٍ لعمرها، يتجاوز العوالم الثلاثة ولا يتأثّر بانحلال السماوات الخمس.”
“المضيف، بُعث من جديد!”
بعد بضع ثوانٍ…
عادت روح جيانغ تشنغ إلى جسده، فغطّاه ضوءٌ ذهبيّ نازلٌ من السماء.
انغمر فيه، فشعر كأنّ جسده وُلد من جديد.
اختفى الضوء بعد لحظةٍ، وزال شعور الجوع.
أصبح وجهه أكثر وسامة، وجسده أكثر كمالًا.
تفحّص لوحة نظامه:
-
- المضيف: جيانغ تشنغ
-
- العرق: البشري
-
- المستوى: إنسان عادي
-
- الفنون الإلهية: لا يوجد
-
- تقنيات الزراعة: لا يوجد
-
- الفنون القتالية: لا يوجد
-
- الكنوز السحرية: لا يوجد
-
- مستوى النظام: 1 (مرة واحدة في اليوم، لا يمكن التراكم)
مرة في اليوم؟
هل يعني هذا أن لديه فرصة بعثٍ واحدة فقط كل يوم؟
ثم إنّه تقليديًا، أليس من المفترض أن يحصل على هدية المبتدئ؟
انتظر جيانغ تشنغ طويلاً… وطويلاً جدًا…
لكن النظام بدا وكأنه أنهك نفسه من كثرة الكلام قبل قليل، ولم يُصدر أيّ ردّ بعد ذلك.
ما معنى هذا؟
هل انتهى الأمر هكذا فقط؟
باستثناء أنه لم يعُد بحاجةٍ إلى الطعام أو الشراب، لم يشعر بأيّ اختلافٍ فعلي.
سرعة زراعته لا تُضاهى، يمتصّ الطاقة الروحية تلقائيًا، كأنه يرتقي في المستوى وهو نائم!
من الوصف يبدو الأمر خارقًا إلى حدّ الجنون، ولو تمكّن من الطيران والخروج، لكان ذلك رائعًا!
لكن المشكلة أن هذا الكهف ومحيطه لا يحويان أدنى أثرٍ للطاقة الروحية.
الآن أدرك أن هذا النظام لا يتفعّل إلا بشكلٍ سلبي، وللحصول على مكافآتٍ أكثر، عليه أن… يموت مراتٍ أكثر!
لذا، عليه أن يلتقي بأشخاصٍ، ويفضّل أن يكونوا خبراء مهرة.
لكنّ هذا الكهف هادئٌ جدًا، لا روحَ فيه، ولا حتى حشرة، ولا خطرٌ يهدّده.
نظر إلى الجدران الصلبة الملساء، فخطر له خاطرٌ فجأةً:
ما دام لا يوجد خطر… فلأصنع خطرًا بنفسي!
ماذا لو انتحرتُ بالارتطام بالجدار؟
في اليوم التالي، بعد انتهاء فترة التبريد للبعث، اتخذ وضعية انطلاقٍ وركض نحو الجدار.
وحين اقترب، انطلق صوت النظام كما توقّع:
“نظرًا لسلوك المضيف الانتحاري الحالي، يُقدِّم النظامُ تذكيرًا إضافيًا مراعيًا — الانتحار هو إرادة المضيف الخاصة، والنظام يحترم إرادته كأولويةٍ قصوى، لذلك لن يُفعِّل خاصية البعث.”
مراعيًا؟
مراعيًا على جدّك!
إن كنت تحترم إرادتي حقًا، فأخرجني من هنا أولاً!
لم يستطع جيانغ تشنغ التوقف في الوقت المناسب، فحاول صدّ الصدمة بذراعيه، لكنه ارتطم بالجدار بقوة.
وبما أن الكهف في مكانٍ مهجورٍ لا حياة فيه، فلم يحدث شيء خلال الشهر التالي.
ولا حتى قطرة مطرٍ واحدة.
ومع ذلك، كان جسد الخراب السماوي الخالد خارقًا فعلًا.
فمن دون أيّ تدريب، لم يشيخ أو يمت، ولم تظهر عليه علامة تعبٍ واحدة، بل كان يبقى نظيفًا تلقائيًا كل يوم.
قضى جيانغ تشنغ معظم وقته نائمًا، وأحيانًا يستيقظ ليلعن النظام الملعون بضع مرات من شدّة الملل.
لقد فهم الأمر الآن؛ هذا النظام موجود فقط ليعذّبه حتى الجنون.
أعطاه نظامًا، لكن في موقع خاطئ.
ومنحه مهارة خارقة، لكن لا يوجد أحد ليستعملها عليه.
أمنيته الكبرى الآن أن يظهر شخصٌ حيّ، وإن لم يكن ممكنًا، فحتى وحشٌ شرسٌ يكفي!
“آاااه!”
صرخةٌ من الأعلى قطعت شروده.
هل ظهر أخيرًا كائنٌ حيّ؟
اغرورقت عينا الأخ تشنغ بالدموع فرحًا.
رفع رأسه فرأى تنورةً تُثبت تمامًا قوانين نيوتن للحركة.
كانت تنورةً من الشيفون الأبيض تطفو إلى الأعلى أثناء السقوط، وساقان نحيلتان تتخبطان في الهواء، تقتربان بسرعة من مجال رؤيته.
بووم!
سقطت صاحبة التنورة البيضاء على أرض الكهف سقوطًا مروعًا، محدثة صوتًا مكتومًا.
“هس…”
لم يستطع جيانغ تشنغ كتمان تعبير الأسف على وجهه: من هذا الارتفاع، ألا تُسحق الأجزاء الحساسة؟
حاولت جي لينغهان النهوض بصعوبة، وكان أول ما فعلته ليس النظر حولها، بل ترتيب شعرها المبعثر وتنظيف فستانها من الغبار بسرعة.
فالمظهر ما زال مهمًا!
بدت في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمرها، بملامح رقيقة وهادئة، ورموشٍ ترتجف كأجنحة فراشة، وعينين سوداويين كتموجات الماء.
ورغم أن فستانها الطويل الملوكي كان ملوثًا بالدماء والغبار، وشعرها الأسود غير مرتب، إلا أن وجهها المتورد أضفى عليها جمالًا يخطف الأنفاس.
بعد مرور خمس ثوانٍ كاملة، لاحظت جي لينغهان أخيرًا وجود شخصٍ آخر في الكهف.
ولأنها تذكّرت المطاردين خلفها، انتابها الفزع فورًا.
تراجعت خطوتين بسرعة واستدعت سيفها الطائر الروحي.
“من أنت!”
ضحك جيانغ تشنغ وبدأ يستفزها بروحٍ مرحة ساخرة:
“أنا جدّك، اقتليني بسرعة!”
Comments
Comments are being downloaded ...
Failure to download the comments.Please re -download the page.